[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تعالت الأصوات المندّدة بالقبض على إعلاميّين وفنّانين وعاملين في مجال الدراما. مواقع التواصل الاجتماعي تحوّلت إلى منبر للمطالبة بالإفراج عن هؤلاء
وسام كنعان
دمشق | تصاعدت وتيرة الاعتقالات في الآونة الأخيرة وعادت لتطاول الفنانين السوريين. بعد اعتقال طالبة الفنون الجميلة بهراء حجازي، ابنة الكاتب ومدير الإذاعة والتلفزيون السابق عبد النبي حجازي، داهمت السلطات مكتب فنّي الغرافيك إياد شهاب أحمد، قبل أن تعتقله من منزله في مشروع دمر قبل أيام. وسرعان ما انتشر الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي، فرفعت مجموعة من الفنانين والإعلاميين السوريين نداءاتهم لإطلاق سراح الفنان الذي عمل في أهم المسلسلات السورية وحقّق إنجازات مع مخرجين عديدين، بينهم أحمد إبراهيم أحمد ورشا شربتجي.
على فايسبوك، كتبت المخرجة رشا شربتجي التي كان شهاب يعمل معها على مسلسل «بنات العيلة» المقرّر عرضه في رمضان: «عندما تقول إياد شهاب، يبتسم الكلّ من طيبة قلبه وأخلاقه. أخي وصديقي بانتظارك وقلبي معك». كذلك حكت السيناريست الشابة يم مشهدي عن معرفتها بشهاب وطالبت بإطلاق سراحه. وهو ما فعلته السيناريست ريما فليحان كاتبةً «صديقي الحرّ ينتظرك ضوء الشمس». بينما وضع الإعلامي فراس كيلاني صورة شهاب على صفحته على الفايسبوك، وهو ما فعله عدد كبير من المهتمين الذين أسّسوا صفحة تطالب بإطلاق سراحه. وانضم إلى سرب المعتقلين الصحافيان مهند عمر وعتاب لباد. ويرجَّح أن يواجها تهمة «التحريض على التظاهر والعمل مع تنسيقيات الثورة».
في هذه الأثناء، ما زال عدنان الزراعي معتقلاً من دون معرفة مصيره. الانتفاضة السورية التي بدأت بكتابات مناهضة للنظام على الجدران، أعادت إلى الأذهان شخصية «الرجل البخاخ» التي ابتكرها عدنان الزراعي. في اللوحة الدرامية التي كتبها السيناريست السوري وعُرضت ضمن مسلسل «بقعة ضوء» في جزئه السادس، «يدوخ» عناصر الفروع الأمنية وهم يبحثون عن «الرجل البخاخ» الذي ملأ الجدران بكتاباته التي تمسّ السلطة، قبل أن يعتقلوه أخيراً، ويودعوه بين جدران الزنزانة، ليكتب هناك ما يشاء.
والمفارقة أنّ قصة الزراعي المعتقل حالياً تشبه قصة شخصيته الدرامية، وخصوصاً إذا عرفنا أنّ تهمة ابن حيّ «بابا عمرو» الحمصي هي الكتابة على جدران فايسبوك، وتحويل صفحته على الموقع الأزرق إلى فسحة لطرح آرائه المعارضة. اختفى الزراعي يوم 26 شباط (فبراير) الفائت ليتبيّن أخيراً أنه معتقل لدى أحد الفروع الأمنية. اليوم، يترتّب على كاتب اسكتش «تحقيق أمني» أن يتعرف إلى حقيقة التحقيق في أقبية الاعتقال، ومعاملة رجال الفروع الأمنية التي طالما كتب عنها.
أصدقاء الزراعي سرعان ما أسّسوا له صفحة على فايسبوك، يطالبون فيها بإطلاق سراحه. أحد أصدقاء الزراعي يقول لـ«الأخبار» إنّ السيناريست الشاب قد يكون اعتُقل بسبب «مجاهرته بآرائه على فايسبوك أو في الأماكن العامة، وخصوصاً أنه ابن محافظة حمص وابن حي بابا عمرو الذي شهد مواجهات دامية».
في مقابل ذلك، أعلنت «تنسيقيات الثورة السورية» في بيان رسمي اعتقال الزراعي. أحد أفراد هذه التنسيقيات يقول في حديثه إلى «الأخبار» إنّ نشاط الزراعي «لم يتعدّ حدود الشبكة العنكبوتية، وتحديداً فايسبوك، لكن كونه ابن حي بابا عمرو، ولوجود عائلته هناك، فقد بالغ في توجيه النقد للنظام، وهو السبب الرئيسي في اعتقاله ...». وفي حين رفضت عائلة الزراعي الإدلاء بأي تصريح خوفاً من احتمال تأثيره على ابنها، أصدر «تجمع فناني ومبدعي سوريا من أجل الحرية» الذي أسّسه الفنان فارس الحلو بياناً طالب فيه «بالحرية للمعتقلين السوريين كافة».