30.8% من سعر البنزين أرباحاً وضرائب

أعلنت نقابات اصحاب المحطات وأصحاب الصهاريج ومتعهدي نقل المحروقات وتجمّع مستوردي النفط تنفيذ الاضراب يوم الخميس المقبل، مشدّدة على أنها لن تبيع للمستهلك أي مادة من مواد المحروقات، سواء البنزين أو المازوت أو غيرها.
موقف هؤلاء جاء في سبيل الضغط على وزير الطاقة، جبران باسيل، بهدف زيادة الجعالة التي يحصلونها ربحاً من جرّاء بيع المشتقات النفطية بالجملة او التوزيع او النقل او البيع بالمفرّق. فعلى سبيل المثال تحصل شركات الاستيراد من تجارتها بمادة البنزين على ما نسبته 4.5% من قيمة السلعة، أو ما يعادل 80 سنتاً على كل صفيحة (1200 ليرة)، ثم تحصل شركات البيع بالجملة على ما قيمته 300 ليرة عن كل صفيحة، ثم يحصل متعهدو النقل وأصحاب الصهاريج على 280 ليرة عن كل صفيحة، وأخيراً تحصل محطات البنزين على 1600 ليرة عن كل صفيحة. مجموع هذه الجعالات على البنزين وحده، من دون باقي المواد النفطية المستوردة، ومن دون الارباح المستترة، يصل إلى 3380 ليرة عن كل صفيحة، وهو مبلغ يسدّده المستهلك، لكنه ليس الضريبة الوحيدة التي يدفعها. فبالاضافة إلى هذا المبلغ، يترتّب على المستهلك سداد ضريبة للدولة تنقسم إلى قسمين: رسم على استهلاك البنزين كان يبلغ حتى منتصف هذا الاسبوع 4500 ليرة، وضريبة على القيمة المضافة كانت تصل أيضاً إلى 3300 ليرة. وبذلك، يصل المبلغ الإجمالي الذي يدفعه المستهلك اضافة إلى سعر الكلفة، إلى نحو 11180 ليرة عن كل صفيحة بنزين، أي ما يوازي 30.8% من سعر صفيحة البنزين من عيار 95 أوكتان البالغ 36200 ليرة.
هكذا يتحمّل المستهلك عبئاً كبيراً على استهلاك المحروقات في لبنان، لا بل إن هذه الضريبة على الاستهلاك، والتي يُعرف عنها بأنها ليست عادلة بتاتاً، تصيب الطبقات الاجتماعية الأكثر فقراً، والاكثر عوزاً. فضلاً عن أن هذا النوع من الضرائب والأرباح التجارية يؤثّر مباشرة على كل الاسعار في لبنان، لا سيما أسعار الخبز، النقل الخاص، توزيع ونقل المواد الغذائية... أي في المجمل كل أسعار السلع الاستهلاكية بصورة غير مباشرة. لكن الامر، بالنسبة إلى الشركات ومتعهدي النقل والمحطات، لا يقتصر على هذا النوع من الأرباح. ففي ظل الاحتكارات الموجودة في القطاع وارتفاع نسبة التركّز السياسي ــ التجاري في القطاع، يتبيّن أن العدد الأكبر من شركات النفط، تقوم هي مباشرة أو بواسطة شركات أخرى تابعة لها، باستيراد المحروقات، وتوزيعها ونقلها وبيعها للمستهلك إما عبر إنشاء محطات بنزين، أو عبر التعاقد مع محطات بنزين. وبالتالي فبعض هذه الشركات تربح وحدها نحو 3380 ليرة عن كل صفيحة بنزين.

الفاتورة النفطية

من المعروف أن لبنان يستهلك سنوياً كميات هائلة من المحروقات، سواء البنزين أو المازوت أو الكاز أو الغاز. كل هذه السلع عليها جعالات. وبحسب الاحصاءات النفطية، استورد لبنان في عام 2010 نحو 1730 طن بنزين، و804 آلاف طن مازوت أحمر، و1311 طن مازوت أخضر، و129 ألف طن غاز، و222 ألف طن وقود للطيران.